قلنا : الوجه في ذلك التّكرار (١) هو الوجه فيما تكرّر من القرآن في سورة الرّحمن والمرسلات وغيرهما ، وقد ذكرنا في كتاب الغرر الوجوه المختلفة (٢) فيه (٣).
فصل في الأمرين المعطوف أحدهما على الأخر
اعلم (٤) أنّ الصّحيح أنّ قول القائل : اضرب واضرب ، يقتضى أنّ الضّرب الثّاني غير الأوّل ، وكلّ شيء دللنا به على أنّ الأمر إذا تكرّر من غير حرف العطف اقتضى أنّ الثّاني غير الأوّل هو دلالة في هذا الموضع.
وهاهنا مزيّة ليست هناك ، وهي حرف العطف ، لأنّ الشّيء لا يعطف على نفسه ، وإنّما يعطف على غيره ، ولذلك فارق النّعت والصّفة العطف (٥)
وليس يقدح فيما ذكرناه قول الشّاعر : إلى الملك (٦) القرم وابن الهمام وليث (٧) الكتيبة (٨) في المزدحم ، والصّفات راجعة إلى موصوف واحد مع العطف ، لأنّهم أجروا اختلاف الصّفات في جواز عطف بعضها
__________________
(١) ب وج : ـ التكرار.
(٢) ج : الوجه المختلف.
(٣) ب : ـ فيه.
(٤) ج : على ، بجاى اعلم.
(٥) الف : للعطف ، ب : ـ العطف.
(٦) ب : ملك.
(٧) ج : ليس.
(٨) ب : الكثيبة ، ج : الكتية.