يتناول مأكولا بعينه أولى من غيره (١) ، ولا يجب مع ذلك أن يحمل قوله : لقيت رجلا ، على أنّه لقي رجلا له كلّ الصّفات الّتي تكون (٢) للرّجال ممّا ليس بمتضادّ ، كأنّه لقي رجلا طويلا أسود عاقلا فقيها قرشيّا له كلّ الصفات الّتي ليس قوله بأن يتناول بعضها أولى من (٣) بعض ، وكذلك في المأكول وصفاته ، ومعلوم خلاف ذلك.
ويقال لهم فيما تعلّقوا به رابعا : إنّا وإن لم نقل : أنّ التّكرار مفهوم من مطلق الأمر ، فعندنا أنّا قد نعلمه بدليل ، ومن جملة أدلّة التّكرار دخول النّسخ ، فبدخول (٤) النّسخ يعلم (٥) أنّه متكرّر.
ويقال لهم فيما تعلّقوا به خامسا : قد بيّنّا أنّ قول القائل عقيب الأمر : أبدا أو مرّة واحدة ، يدلّ على صحّة ما ذهبنا إليه من (٦) احتماله للأمرين ، ومن تعلّق بما حكيناه ، ينتقض (٧) كلامه بقول القائل : افعل (٨) أبدا ، فإنّه لو كان لفظ « افعل » يقتضى التّكرار ، لما جاز أن يقول : افعل أبدا ، لأنّه مفهوم من قوله الأوّل ، ولو كان موضعا للمرّة الواحدة (٩) لما حسن أن
__________________
(١) الف : ـ أولى من غيره.
(٢) ج : يكون.
(٣) الف : دون ، بجاى أولى من.
(٤) ج : فيدخل.
(٥) ب : نعلم ، ج : ـ يعلم.
(٦) الف : مذهبنا في.
(٧) ب وج : انتقض.
(٨) ب : ـ افعل.
(٩) الف : ـ لما جاز ، تا اينجا.