البقاء رجع التقليد إليه جلّ العرب ، وثلّة غير قليلة من إيران وهندستان(١).
مؤلّفاته وتدريسه :
أكبّ على تحصيل العلم ، حتّى لم يدع له رغبة في شهوة ، ولا لذّة في شيء ، فكان ينفق فيه نقد عمره ، ونفيس أنفاسه ، ولم يكن له من العيش إلاّ لمظة(٢) ، ولا من الكرى غير غمضة ، وفي كلّ ذلك لم يزل يدرّس ويباحث ، ويؤلّف ويصنّف ، حتّى انتشر له عدّة مؤلّفات نفيسة في بابها ، طبع منها (سفينة النجاة)(٣) ، وهو كتاب قد جمع فيه من الفروع والإشارة إلى الدليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأقاموا للفقيد الحفلات التأبينية الكبرى وأنشدوا المراثي العظمى. ينظر : أعيان الشيعة ١٠/٤٤ ، تاريخ العراق السياسي ، ١/١٥٠.
(١) تذكر المصادر عندما تولّى الشيخ أحمد زعامة المرجعية الدينية في النجف الأشرف قلّده جملة من القبائل العراقية وبعض الشيعة في إيران وأفغانستان ، بينما ذكر في المخطوط قلّده العرب في إيران وهندستان. ينظر : معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء ، ج١/٨٨. وكلمة هندستان فارسية معناها (أرض الهنود) ، مصطلح يطلق على مناطق متعدّدة من الهند وباكستان ، يشير أحياناً إلى المنطقة الواقعة بين نهر ناربادا وجبال الهمالايا ، ويضيق معناها فيقصد به وسط الهند. ومنذ تقسيم شبه الجزيرة الهندية (١٩٤٧م) ، يطبّق أحياناً على دولة الهند الهندوسية لتمييزها عن باكستان الإسلامية.
(٢) اللمظ : ما يلمظ به لسانك على أثر الأكل ، وهو الأخذ باللسان ما يبقى في الفمّ والأسنان ، العين ، ٨/١٦٤.
(٣) رسالة عملية من جزأين الأوّل في العبادات والثاني في العقود والإيجارات ، جمع فيها أكثر أبواب الفقه بأوجز عبارة وأسلس بيان ، وترجمتها إلى الفارسية اسمها (عين الحياة) ، وقد طبع السفينة مرّة في حياة المؤلّف وأخرى في (١٣٦٤هـ) ، بحواشي أخيه الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء المتوفّى. ينظر : الذريعة ، ١٢/١٩٨ ، النظر الثاقب ونيل المطالب ، ص٢٢١.