على التحصيل والطلب ، ثمّ كرّ راجعاً إلى وطنه النجف الأشرف(١) ، ولم يزل يعرج ويدرج ، ويعلو ويسمو ، في مراقي الفضل والكمال ، وهو أملس العارضين ملامسة أذياله في كلّ دنس ، فحضر وقد راهق على أعاظم العلماء والمدرّسين في ذلك العصر ، كالعلاّمتين الشيخ ملاّ رضا الهمداني(٢) صاحب مصباح الفقيه ، والشيخ ملاّ كاظم الخراساني(٣) صاحب الكفاية ، ثمّ انقطع في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيرازي ، ملقّب بالشيرازي الأوّل والشيرازي الكبير ، تولّى الزعامة الدينية ليصبح المرجع الأعلى ، وارتبط اسمه بحوزة سامراء وثورة التنباك في ايران ، (ت١٨٩٥م).
ينظر : طرائف المقال ، ١/٥٤ ـ ٥٥ ، الكنى والألقاب ، ٣/٢٢٢ ـ ٢٢٤ ، أعيان الشيعة ، ٥/٣٠٤ ـ ٣١٠ ، معجم المؤلفين ، ٩/٢٢٠ ـ ٢٢١.
(١) كانت عودته إلى النجف الأشرف بعد عامين من سفره إلى سامرّاء مع عمّه الشيخ موسى. ينظر : معارف الرجال ، ١/٨٨.
(٢) أغا رضا بن الشيخ محمّد الهادي الهمداني النجفي المولود في همدان (١٢٥٠هـ) هاجر إلى بلد العلم والهجرة النجف وأقام فيه مجدّاً في تحصيله حتّى نال مرتبة عالية من العلم وأصبح من المدرّسين في عصر أستاذه السيّد الشيرازي وكان من خيرة تلاميذه في النجف وسامرّاء ، وهو المحقّق ذو النظر الدقيق والفكر الصائب ، من أهمّ مؤلّفاته كتاب مصباح الفقيه. ينظر : أعيان الشيعة ٧/١٩ ـ ٢٣ ، معارف الرجال ، ١/٣٢٣ ، الأعلام ٣/٢٦ ، معجم المؤلّفين ، ٤/١٦٤.
(٣) ولد محمّد كاظم الخراساني في عام (١٨٣٩م) في عصر محمّد شاه (١٨٣٥ ـ ١٨٤٨م) جاء إلى العراق رجب (١٢٧٧هـ) لإتمام دراسته ، وكان يبلغ من العمر أثنين وعشرين عاماً ، أتمّ دراسته في كنف والده المولى حسين البيروني في مدينة طوس ، تلقّى قسطاً كبيراً من العلوم ، كان أستاذه الأكبر السيّد الميرزا محمّد حسن الشيرازي ، تمتّع الشيخ الخراساني بصفات عديدة منها الكرم وكان يحترم طلاّبه ولم يسمع منه