يزل ذكرها باقياً ببقاء الأبد ، يخلّدها ما لها من مساع ومؤلّفات مشهورة منشورة ، لم يبق قطر من الأقطار ولا صقع من الأصقاع إلاّ ولها فيه شيء يذكر ، وهي من خيرة نتاج كلّية النجف وأطيبها غرساً ، نبتت أرومتها في النجف قبل القرن الثامن ، وأخضرّ عودها بالعلم وأينع بالفضل من حينه ، فأنتجت فروعاً زاكية وأفناناً ، تؤتى أكلها كلّ حين ، ولها الشأن والاعتبار لتقدّمها في الهجرة ، ولكثرة النابغين فيها من فحول العلماء (١).
مرّ على نشؤها أكثر من أربعة قرون ، لم يزل العلم مزدهراً برجالها ، كما وأنّها من الأسر العلمية العربية العريقة في العروبة السابقة في التشيّع والولاء لأهل البيت عليهمالسلام ، كانت لهم محلّة خاصّة في النجف تنسب إليهم ، وهم أحدى فصائل بني أسد القبيلة الشيعية الكبيرة الفراتية ، تقطن فرات الكوفة من أقدم العصور ، ولها بقيّة قرب كربلاء.
وآل الطريحيّ يرجعون بنسبهم إلى البطل المحامي حبيب بن مظاهر الأسدي رضياللهعنه ، ورجوع نسبهم إلى (حبيب) أمر مستفيض مشهور ، هذه الأسرة جمعت الخصال التي تتفاضل بها بقيّة الأسر العلمية النجفية ، لها شريف النسب وكريم الحسب والسبق في الهجرة ، وورد ذكر لبعض رجالاتها في الحلّة ، فهي أسرة كثيرة العدد وافرة الرجال المشاهير (٢) ، كان لهذه الأسرة جامع في محلّة آل الطريحيّ التي ينتمون إليها سمّي (جامع أو مسجد آل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ماضي النجف وحاضرها ، ٢/٤٢٧.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ، ٢/٤٢٨ ـ ٤٢٩.