الدينية والعلمية والأدبية ، برزت فيها اتجاهات فكرية وثقافية وروّاد في الصحافة أسهمت كتاباتهم في معالجة قضايا وموضوعات مهمّة (١).
ولازدهار الحركة الصحفية في مدينة النجف أسباب ودوافع عديدة ، منها تبليغ رسالة النجف العلمية وإرسال إشعاعها الفكري إلى مختلف أرجاء المعمورة ، ورفع منار الدعوة الإصلاحية والاجتماعية على بعض الحركات المناهضة للعقيدة الإسلامية ، وأسهمت الصحافة في تعريف المجتمع النجفي بآخر التطوّرات العلمية والفكرية ، ففتحت بذلك أكثر من قناة معرفية على مجريات العصر والنهوض المدني والعلمي فيه ، وخاصّة مع ما كان يجري في الغرب ، بما لا يتعارض مع أسس الشرع القويم ، فمن خلالها تعرّف النجفيّون على قضايا حيويّة واسعة كالديمقراطية ، والبرلمان ، والتعدّدية السياسية ، والمعارضة ، والاستبداد ، والاشتراكية ، فضلاً عن الصناعات الحديثة.
لقد استطاعت الصحافة النجفية أن تنقل الصوت النجفي إلى الدول المجاورة عامّة ودول الخليج وإيران خاصّة ، فضلاً عن مدن العراق كافّة ، وأن تعبّر عن مواقف النجف الأشرف تجاه قضايا الأمّة المختلفة.
مرّت الصحافة النجفية بأطوار عدّة منذ صدورها حتّى عام (١٩٤٥م) ، ويمكن تقسيمها على ثلاثة أطوار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الصحافة النجفية ١٩٣٩ ـ ١٩٥٨م ، ص١.