ومن ثمّ الفكريّ على جملة من الروافد التي كانت الأساس في أحداث النهضة المعرفية في النجف الأشرف ، تمثّل ذلك في التعليم بأنواعه ، ونشوء المطابع ، وانتشار حركة النشر والتي ترافق معها ظهور عدد من المجلاّت والصحف التي أسهمت في رفد الثقافة النجفية ، علاوة على تأسيس عدد من الجمعيّات الأدبية والثقافية ، كذلك عدد من المكتبات ، كلّ تلك هي عوامل مهمّة للتأسيس لحركة معرفية وفكرية متنامية (١).
ثمّ حدثت انعطافة تاريخية كبيرة على الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء الملقّب بالكبير في القرن الثامن عشر الميلادي ، وأصبحت النجف الأشرف مركزاً للتقليد وعاصمة للتدريس ، فهاجر إليها طلبة العلم من كلّ حدب وصوب ، لتحصيل العلم والاجتهاد.
وكان للتعليم فيها شأن يختلف عن بقيّة المدن العراقية الأخرى ، لوجود المجالس العامّة والخاصّة ، فضلاً عن المجالس الحسينية ، والنشاطات العلمية والثقافية التي حفّزت طلبة العلوم على شدّ الرحال إليها من مختلف بقاع العالم ، فأدّى إلى ارتفاع نسبة المتعلّمين فيها ، فضلا عن تأسيس كتاتيب عربية بحتة وكتاتيب أخرى ، وأشهر الكتاتيب العربية آنذاك كُتّاب آل الفحّام ، وكُتّاب الشيخ جعفر المعلّم ، وكُتّاب الشيخ باقر قفطان ، أمّا أشهر كتاتيب الفارسية هي : كُتّاب خبّاب علي وموقعه في الطابق الأعلى من الصحن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التيّارات الفكرية والسياسية في النجف ، ص٢٨.