وذلك حيث يقول : «فإنّه بحيث هو في أربعمئة ألف عنان ، وإنّ في داره أربعة آلاف خادم رومي وصقلبي» ، حيث أنّ هذه العبارة فيها ظهور قوي في كونه كان حيّاً يرزق في حين تأليف الكتاب.
لا شكّ في أنّ هذا الشخص هو الخليفة الفاطمي ، ولكن هل المراد منه القائم الفاطمي أم غيره؟ يبدو من عبارة الأستاذ الغفّاري وتأكيد النعماني بقوله : «القائم بالحقّ ، والقائم لله» بحقّه أنّها تشير إلى هذا المعنى.
وكذلك يمكن الاستشهاد على ذلك بعبارة : «بحيث هو في هذه السنين الطويلة» حيث يستفاد منها أيضاً كونه كان حيّاً في زمان تأليف الكتاب.
فإذا كان هذا الاحتمال صحيحاً ، فبالالتفات إلى تاريخ وفاة القائم في شهر رمضان من سنة (٣٣٤ للهجرة) ، يعود تاريخ تأليف الكتاب إلى ما قبل هذا التاريخ. إلاّ أنّ هذا لا ينسجم مع استنتاجنا السابق بشأن تاريخ تأليف كتاب غيبة النعماني والذي قلنا فيه : إنّ تأليف الكتاب لا يمكن أن يعود إلى ما قبل سنة (٣٣٦ للهجرة).
نضيف إلى ذلك أنّ حجم كتاب غيبة النعماني وإن كان صغيراً إلاّ أنّه من الطبيعي أنّ الكتاب كان يكتب بشكل تدريجي. وعليه نقول : إنّ العبارة المرتبطة بغارات أبي زيد في كتاب غيبة النعماني تأتي بعد مئة صفحة من العبارة المرتبطة بعمر إمام العصر والزمان عليهالسلام ، والتي استنتجنا منها أنّ تاريخ تأليف الكتاب لا يمكن أن يكون سابقاً على العام (٣٣٦ للهجرة) ، ومن هنا يبدو أنّ عدم انسجام هاتين النتيجتين متين.
فلو كان المراد من مدّعي المهدوية في هذه العبارة هو المنصور ابن