آخر. فقد وصف أبا يزيد بلحاظ أرومته بالبربريّ واليفرنيّ والزناتيّ ، كما وصف بلحاظ عقيدته ومذهبه بالخارجيّ الأباضيّ والنكاريّ(١). فما هو منشأ وصفه بالأمويّ؟ يبدو أنّ منشأ ذلك يعود إلى اتّصاله بالأمويّين في الأندلس ، فقد ذكر ابن عذاري المراكشي قائلاً : «وفي منسلخ شوّال من سنة (٣٣٣ للهجرة) قدم على الناصر رسولان من أبي يزيد ـ مخلّد بن كيداد المعروف بصاحب الحمار ـ القائم بأفريقية على أبي القاسم الشيعي ، برسالة منه يخبر بتغلّبه على القيروان ورقّادة وعملهما ، وإيقاعه بأصحاب الشيعي فيها ، وما يعتقده من ولاية الناصر ، ويأوي إليه من اعتقاده إمامته. واتصلت كتب أبي يزيد ورسله على قرطبة من ذلك الوقت إلى حين وفاته»(٢).
كما نقلت المصادر التاريخية هذه العلاقة التي كانت قائمة سنة (٣٣٤ للهجرة) و (٣٣٥ للهجرة) أيضاً ، وقد كان الهدف منها طلب النجدة من الناصر(٣).
إنّ الأمر الهام في هذا البحث هو أنّ عبارة النعماني ووصفه لمدّعي المهدوية يثبت بوضوح أنّه كان في أثناء تأليف الكتاب على قيد الحياة ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) من باب المثال ، انظر : التنبيه والإشراف ، ص ٢٨٩ ، الكامل في التاريخ ، ج٨ ، ص ٤٢٢ ، البيان المُغْرِب في أخبار الأندلس والمغرب ، ج ٢ ، ص ٢١٢ و ٢١٤ ، تاريخ ابن خلدون ، ج ٤ ، ص ٥٢.
(٢) البيان المُغْرِب في أخبار الأندلس والمغرب ، ج ٢ ، ص ٢١٢.
(٣) البيان المُغْرِب ، ج ٢ ، ص ٢١٢ ـ ٢١٤ ، وانظر أيضاً : دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ، ج ٦ ، ص ٤١٤ ، نقلاً عن العديد من المصادر ، ومن بينها : تاريخ الخلفاء الفاطميّين في المغرب ، ص ٣٧٣ و ٣٨٥ ـ ٣٨٦.