لقد تمكّن أبو يزيد
في سنة (٣٣٣ للهجرة) من الإستيلاء على أكثر المدن الواقعة في شمال أفريقية ، مثل :
قسطيلية وأربس والقيروان وحاصر القائم في عاصمة حكمه في مدينة المهدية ، وقد استمرّ
هذا الحصار حتّى عام (٣٣٤ للهجرة) ، وقد استمرّت المواجهات والانسحابات والإخفاقات
والانتصارات له في هذه السنة أيضاً ، وفي شهر رمضان من تلك السنة توفّي القائم ، وحلّ
محلّه ابنه المنصور في سدّة الحكم ، كما تواصلت معارك أبي يزيد ضدّ الفاطميّين في تلك
السنة بضراوة أيضاً ، ولكن في نهاية المطاف وقع أبو يزيد في قبضة عساكر المنصور ، حتّى
توفّي في نهاية المحرّم من عام (٣٣٦ للهجرة) متأثّراً بجراحه التي أصيب بها في آخر
معاركه. وقد وردت تفاصيل هذه الأحداث في كتب التأريخ فلا داعي إلى إعادتها
والإسهاب في نقلها وتكرارها في هذا المقال.
في العبارة مورد البحث
من كتاب غيبة النعماني
هناك أمران يستحقّان الوقوف والتأمّل ، وهما :
أوّلاً : وصف أبي يزيد بالأمويّ ، وهو أمر لم نشاهده في أيّ موضع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ