الله المنصور(١).
فإذا كانت وفاته سنة (١٥٧هـ) ، وآخر الأخبار التي وصلتنا من روايته سنة (١٣٢هـ) فما معنى سكوت الرجل عن الفترة التي عاشها في العصر العبّاسي وهي ربع قرن بالتمام؟
شخصيّته ووثاقته :
كان شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم(٢) ومن أعظام مؤرّخي الشيعة(٣) الإمامية(٤) ، أخباريٌّ اهتمّ بالأنساب ، ولكنّه كان أبرز الأخباريّين فيما يتعلّق بفتوح العراق وأخبارها(٥).
وقد عدّه بروكلمان : (إنّه أوّل من صنّف في أخبار الفتوح والخوارج وأيّام العرب وأحاديث الخلفاء والولاة)(٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ اليعقوبي ٣/١٤١.
(٢) الرجال للنجاشي ٢٤٥ ، رجال العلاّمة الحلّي ٢٤٥ ، الكنى والألقاب ١/١٤٨ ـ ١٤٩.
(٣) الكنى والألقاب ١/١٤٨.
(٤) الأعلام ٦/١١٠.
(٥) ابن النديم : الفهرست ١٣٧ ، وفيه : (قرأت بخطّ أحمد بن الحارث الخزاعي ، قالت العلماء : أبو مِخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد غيره ، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس ، والواقدي بالحجاز والسيرة ، وقد اشتركا في فتوح الشام). وفي معجم الأدباء ١٧/٤١ ـ ٤٣ : (وجدت بخطّ أحمد بن الحارث الخزّاز ، قال العلماء ... الخ الخبر).
(٦) تاريخ الأدب العربي ١/٢٥٣.