ومن المواقف البطولية التي رواها عن أبي عبد الله عليهالسلام ما فعله بعمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي حين ضرب القاسم بن الحسن عليهما السلام بسيفه على رأسه فأسقطه بعد أن انقطع شسع نعله ، وكان ابن سعيد حين رأى القاسم بتلك الهيبة والشجاعة وهو غلام ، أقسم أن يشدَّ عليه فحاول حميد منعه ، إذ قال له : وما تريد منه وقد احتوشه القوم ، ولكن اللعين أصرّ على فعلته ، وضرب القاسم بسيفه على رأسه فسقط على وجهه ، فصاح يا عمّاه ، فبرز إليه الحسين كالصقر وشدَّ شدّة الليث الغاضب ـ بحسب رواية حميد ـ وضرب ابن سعيد بسيفه فاتّقاه بساعده فأطنّها من لدن مرفقه ، وحملت الخيل لاستنقاذ ابن سعيد ، فداسته فمات ؛ كلّ ذلك رواه حميد ، وروى أيضاً ، وقوف الحسين عليهالسلام على رأس الغلام ، وقوله : «بعداً لقوم قتلوك ، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله(صلى الله عليه وآله). ثمّ قال : عزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك .. ثمّ احتمله على صدره ، وكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام تخطّان في الأرض ...»(١) ، وما تبع ذلك من وضعه بجانب ولده عليّ الأكبر ، رواه بتفصيل من شهد الحدث واستوعبه واستمع إلى الحوار الذي دار به من أوّله إلى آخره(٢) ، وقد يكون هذا اللعين ابن عمّ عبد الله بن سعد بن نفيل أحد قادة جيش التوّابين ، وشتَّان.
ومن المواقف التي قد تحسب له أنّ شمر بن ذي الجوشن حمل في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ٤/٣٤١ ، ومقاتل الطالبيّين ٥٨.
(٢) مقاتل الطالبيّين ٥٨. وينظر أيضاً الإرشاد ٢/١٠٧.