وفي (الغريّ) رجال الدين قد خرجوا |
|
يبكون والكلّ أضواهُ الأسى جسدا |
ماذا جرى قيل إنّ (الشيخ طاهر) في |
|
(قم) له الله نحو الخلد مدّ يدا |
فزلزلت أرض (قمِّ) و (الغريِّ) ومن |
|
أهليهما الحزن في أهل السما صعدا |
لا غرو فالناس بعد البحر في ظمأ |
|
عادوا يتامى وخلّوا ردّ من وردا |
بحر من العلم والعرفان كم عزفت |
|
منه الفطاحل ما أغناهم مددا |
وعيلم من رجال الاحتجاج فكم |
|
ردّ الطغاة وكم أهل الضلال هدى |
ومنهل لبني الآمال كم وردت |
|
به العفاة فأغناهم هدى وندى |
وعالم من رجال الفكر كم قبست |
|
من نوره ما أنار الفكر متّقدا |
وروضة لرجال الدين كم قطعت |
|
منه ثماراً بها زرع العمى حصدا |
(أبا محمّد) يهنيك الخلود فقد |
|
جمعت من كلّ ما بالذكر قد خلدا |
فمن سماح وحلم كابن زائدة |
|
ومن ذكاء إياس دونه قعدا |
وكان زهدك في الدنيا لها عِظة |
|
فما زهدت بما فيه الملا زهدا |
بالزهد نلت المنى فيما سموت له |
|
وبالقناعة وافاك الفنا صعدا |
وبالتواضع اعلتك السما قمراً |
|
وبالتقشف ضَمَّتْكَ العُلى ولدا |
وكم فقير غدا من فقره ملكاً |
|
وكم شقيٍّ بترك الحرص قد سعدا |
وبالقناعة تنقاد السعادة في |
|
يُسر وبالزهد تحظى عيشة رغدا |
أخي محمّد قد جَلَّ المصابُ فلم |
|
يَتْرُك مجالا لمن يرثي ولا خلدا |
أب الجميع فقدنا في أبيك فلا |
|
إنسان إلاّ يرى فيه أباً فُقِدا |
بفقده قد خسرنا الخير قاطبة |
|
والعلم والفقه والإيمان والرَّشَدا |