واستبشرت بك دار أنت ساكنها |
|
فبورك الخلد خلداً أنت زائره |
فازدان فيك احتفالٌ أنت عامره |
|
وغبت فانفضّ حفلٌ أنت سامره |
أبي هنا موعد الذكرى وقد ذهلت |
|
منّا العقول وهذا الفكر حائره |
فالقلب والطرف في حزن قد اشتركا |
|
فذا يحمّ وذا ينهلّ قاطره |
فجعتنا والخطوب الهوج قد عصفت |
|
بنا وصرف الردى يشتدّ ثائره |
فالنار في القلب مثل السيل في بصري |
|
والشعر يسئل عيني أين شاعره |
فصوّتت لك من قلبي عواطفه |
|
واسترسلت لك من عيني خواطره |
* * *
يا سامر الليل في النجوى قد ازدلفت |
|
لنغمة الذكر في النجوى دياجره |
أبكيك للّيل في المحراب مجتهداً |
|
يزدان أوّله نسكاً وآخره |
وللكواكب ندماناً تسامره |
|
كأنّما هي خلٌّ إذ تسامره |
وساءل الأُفق عنك الليل اين فتى |
|
في الله يحييك باكي الطرف ساهره |
وتمتم الفجر إذ هبّت نسائمه |
|
فنم عن خلقك المحبوب عاطره |
فكان للأُفق لمّا أن نعيت له |
|
مآتمٌ كوّرت فيها زواهره |
وروّع الفجر للنجوى تلاطفه |
|
وقد بكى جزعاً فاحمرّ ناظره |
رَوَّضْتَ نفسك بالتقوى ومن ظهرت |
|
فيه السريرة ديناً طاب ظاهره |
ومن يكن يكتم الإيمان مجتهداً |
|
في الله فالله بين الناس ناشره |
والناس كالحقل فيه الشوك مختلطٌ |
|
بين الرياض وزهر رفّ ناظره |
وإنّ أقربهم لله منزلة |
|
من تزدهي بالتقى فيها مآزره |