ولشريعة نبيّه في كلّ تصرّفاته.
وقد بقيت صلتي به سنيناً بعد أن أجازني ، فكان تردّدي إليه مستمرّاً ، واستفادتي من مجالسه وتوجيهاته متواصلة.
وقد عُرِف بورعه وصلاحه عند مختلف طبقات الناس ، فأقبلوا عليه ورجع البعض إليه على كُره منه ، فقد كان يخشى المرجعيّة ويتهرّب منها ، ويتواضع بالإعراب عن عدم أهليّته لها.
وقد ألزمه البعض بالإمامة فكان يقيم الجماعة في حسينيّة التستريّة فيأتمّ به جمع من الصلحاء والأخيار.
وكان يصل أهلَ العلم وبعضَ الأسر العلويّة والأُباة من النّاس سرّاً في جوف الليل بنفسه دون وسيط ، فكانت الحقوق الشرعيّة لا تبقى تحت يده ، بل يعجّل في إيصالها إلى أهلها ومستحقّيها ، وربّما حَمَل الأطعمة إلى دور البعض على ظهره أو رأسه كالحمّالين في جوف الليل ، وكان يأنس بذلك ولا يرى فيه من بأس.
واتّفق أن قبض عليه الحُرَّاس ذات ليلة وهو يحمل على ظهره في عباءته البُرّ والرُّزَّ لإيصالها إلى دار بعض أهل العلم ، فشاع خبر ذلك في غدها.
هكذا كان يعيش أُولئك المشايخ وبتلك السيرة يتّصف زعماء الدين وعلى نهج أهل البيت عليهمالسلام كانوا يَصلون المستحقّ في جوف الليل حفظاً