صبحٌ تبلّجَ والتبيان آيتُه |
|
نعم المدلُّ وضوءُ الشمسِ برهانُ |
كم مضمر في حشايا الكونِ أظهرهُ |
|
فحفّه المضمرانِ الأمر والشانُ |
يا سلطةَ الجهلِ طيَّ العاصفِ اِندرجي |
|
بشرى الرعية إنَّ العلمَ سلطانُ |
زن فيه رهطك إن خفّوا وإن رجحوا |
|
قسطاً وعدلاً فإنَّ العلمَ ميزانُ |
المنهلُ العذبُ إنْ عُبَّت جَدَاولُه |
|
عجبتُ أنْ قيلَ فَوقَ الأرض ظَمْآنُ |
هَوِّن عَلَيكَ أُناسَاً لا علومَ لهم |
|
لا خَيرَ في القَوْمِ إِنْ عُزّوُا وإن هَانوا |
السَّبْقُ يُحرَزُ في يَومِ الرِّهانِ فَهَل |
|
مُجَلِّيٌ سَابِقٌ فَالبَحثُ مَيدانُ |
ما اختصَّ بالعلمِ قومٌ دونَ غَيرِهم |
|
كالشمس ليسَ لَها أَهلٌ وَأوْطَانُ |
وَإِنَّما العلمُ بينَ الناسِ مُقْتَسِمٌ |
|
يَسوُسُهُ اثنَانِ نُقصَانٌ ورُجْحَانُ |
كالبحر تَغرفُ مِنهُ النَّاسُ منهلُهم |
|
فالبَعضُ مضمضةٌ وَالبَعضُ نَهْرَانُ |
يكفيكَ يَا حَيَوَان البرِّ مِن شَرَف |
|
بِالعِلمِ قد صَحَّ فيه القَولُ إنسَانُ |
الصوت للعلم أضحَى والمنارُ لَهُ |
|
لم تَحتَرِم منه أَبصَارٌ وَآذانُ |
وَرُبَّ أَشْرَسَ قد عَضَّ الظِّماء به |
|
وفرعه من نَمير العلم رَيّانُ |
تشاركَ اثنانِ في أصل وَفي حَسَب |
|
والقدرُ مفترق والفضلُ شتّانُ |
تفارَقَا وهما ابنٌ بارعٌ وأبٌ |
|
مجداً كما افترقا جهلٌ وعِرفَانُ |
لا يلقَفُ الجهلَ إلاّ العلمُ إنّ بِهِ |
|
نوراً له في ضميرِ الجهلِ نِيرَانُ |
مصيّت تتهاوى الناسُ مِن شَغَف |
|
بحُسْنِهِ وبديع الحُسنِ فَتَّانُ |