وعثمان؟! وأيّ شرعية للحركات والانتفاضات والمعارك التي خاضها المسلمون ـ على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ـ بعيداً عن راية الإمام ، وقيادة الإمام ، وتوجيه الإمام ، سواء ما كان منها حروباً داخليةً بين المسلمين ، أو المعارك التي حدثت مع الدول والمجموعات غير المنتحلة للإسلام؟
ومن المهمّ هنا أن نشير إلى أن سياسة حكومة أبي بكر باستعمال الحسم العسكري في قمع احتجاجات قبيلة مالك بن نويرة اليربوعي كانت من أوائل التصفيات الجماعية الظالمة التي شهدتها الأمّة الإسلامية بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولم يكن مالك وجماعته من المرتدّين أو المنكرين للرسالة الإسلامية ، وإنّما تأوّلوا فوجدوا مبدأ الشورى أو الانتخاب الصوري الذي استندت إليه حكومة السقيفة خطأ ، وكان تأويلهم في محلّه ، ويدلّ على صحّته عدم صلاحية أبي بكر لخوض حروب التأويل بنصّ هذا الحديث الشريف.