إلى من يقوم مقامه»(١).
* الشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبر (من القرن السابع) ، قال : «وفي هذا الدليل قاهر وبيان ظاهر ، وثبوته بالذكر وإشارة بالنصّ على مولانا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من الله سبحانه وتعالى ، وذلك أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : (ليبعثنّ الله عليكم) ، فكانت ولايته من الله تعالى ، لأنّه سبحانه هو الباعث له والرسول عليهالسلام مخبر عن الله سبحانه وتعالى ، وهو لا ينطق عن الهوى ، فثبتت ولايته بالوحي العزيز بما نطقت به أخبار الفريقين. ويزيد ذلك بياناً وإيضاحاً : إنّ ضرب الرقاب على الدين بعد الرسول عليهالسلام لا يكون إلاّ للإمام فقط ، لأنّه المتولّي لها دون الأمّة ، وقول الرسول (يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله) يقتضي التشبيه والمماثلة ، لأنّ الكاف للتشبيه ، ومتشابه الرسول عليهالسلام لابدّ وأن يكون حقّاً ، للموادّ المتّصلة إليه من الله سبحانه وتعالى ، فلا يجوز أن يشبّه الشيء بخلافه ولا يمثّله بضدّه ، بل يشبّه الشيء بمثله ويمثّله بنظيره ، فيكون عليهالسلام مشابهه في الولاية ، لهذا ولاية التنزيل ولهذا ولاية التأويل ، ويكون قتاله على التأويل مشبهاً لقتاله على التنزيل ، لأنّ إنكار التأويل ، كإنكار التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد للعمل به ، فهما سواء في الجحود. وليس قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ أو الإمام ، فدلّ على أن المراد بذلك القول بالإمامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كشف الغمة ١ / ٣٤٥.