قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (٥١) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٥٢) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (٥٤) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (٥٥) وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧)
____________________________________
(٥١) (فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى) الماضية؟ فأجابه موسى عليهالسلام بأنّ أعمالهم محفوظة عند الله يجازون بها ، وهو قوله :
(٥٢) (عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ) وهو اللّوح المحفوظ (لا يَضِلُّ رَبِّي) لا يخطئ ، ومعناه : لا يترك من كفر به حتى ينتقم منه (وَلا يَنْسى) من وحّده حتى يجازيه.
(٥٣) (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ) مهادا (١) فراشا (وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً) وسهّل لكم فيها طرقا (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) يريد : المطر ، وتمّ هاهنا جواب موسى ، ثمّ تلوّن الخطاب ، وقال الله تعالى : (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً) أصنافا (مِنْ نَباتٍ شَتَّى) مختلفة الألوان والطّعوم.
(٥٤) (كُلُوا) منها (وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ) فيها ، أي : أسيموها واسرحوها في نبات الأرض (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي ذكرت (لَآياتٍ) لعبرة (لِأُولِي النُّهى) لذوي العقول.
(٥٥) (مِنْها خَلَقْناكُمْ) يعني : آدم عليهالسلام (وَفِيها نُعِيدُكُمْ) عند الموت (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ) عند البعث (تارَةً) مرّة (أُخْرى).
(٥٦) (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ) يعني : فرعون (آياتِنا كُلَّها) الآيات التّسع (فَكَذَّبَ) بها ، وزعم أنّها سحر (وَأَبى) أن يسلم.
(٥٧) (قالَ) لموسى : (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا) من أرض مصر.
__________________
(١) قرأ «مهادا» نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو جعفر ، ويعقوب ، وقرأ الباقون «مهدا». الإتحاف ص ٣٠٣.