فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (٤٤) قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (٤٥) قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (٤٧) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨) قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠)
____________________________________
(٤٤) (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) كنّياه وعداه على الإيمان نعيما وعمرا طويلا في صحّة ، ومصيرا إلى الجنّة (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ) يتّعظ (أَوْ يَخْشى) يخاف الله تعالى ، ومعنى «لعلّ» هاهنا يعود إلى حال موسى وهارون. أي : اذهبا أنتما على رجائكما وطمعكما ، وقد علم الله تعالى ما يكون منه.
(٤٥) (قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) [يعجل علينا](١) بالقتل والعقوبة (أَوْ أَنْ يَطْغى) يتكبّر ويستعصي.
(٤٦) (قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما) بالعون والنّصرة (أَسْمَعُ) ما يقول (وَأَرى) ما يفعل. وقوله :
(٤٧) (فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) أي : خلّ عنهم ولا تستسخرهم (وَلا تُعَذِّبْهُمْ) ولا تتعبهم في العمل. (قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ) يعني : اليد البيضاء [والعصا](٢)(وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) سلم من أسلم.
(٤٨) (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ) أنبياء الله (وَتَوَلَّى) أعرض عن الإيمان. وقوله :
(٥٠) (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) أي : أتقن كلّ شيء ممّا خلق ، وخلقه على الهيئة التي بها ينتفع ، والتي هي أصلح وأحكم لما يراد منه (ثُمَّ هَدى) أي : هداه لمعيشته ، ثمّ سأله فرعون عن أعمال الأمم الماضية ، وهو قوله :
__________________
(١) ما بين [] ليس في الأصل.
(٢) زيادة من ظ.