فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (٦١) فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (٦٢) قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (٦٣)
____________________________________
(٥٨) (بِسِحْرِكَ يا مُوسى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ) فلنعارضنّ سحرك بسحر مثله (فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً) لمعارضتنا إيّاك ، لا نخلف ذلك الموعد (نَحْنُ وَلا أَنْتَ) وأراد بالموعد هاهنا موضعا يتواعدون للاجتماع هناك ، وهو قوله : (مَكاناً سُوىً) أي : يكون النّصف فيما بيننا وبينك.
(٥٩) (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) أي : وقت موعدكم يوم الزّينة ، وهو يوم عيد كان لهم (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) يريد : يجمع أهل مصر في ذلك اليوم نهارا ، أراد موسى صلوات الله عليه أن يكون أبلغ في الحجّة ، وأشهر ذكرا في الجمع.
(٦٠) (فَتَوَلَّى) فأدبر (فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ) حيله وسحرته (ثُمَّ أَتى) الميعاد.
(٦١) (قالَ لَهُمْ مُوسى) للسّحرة : (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) لا تشركوا مع الله أحدا (فَيُسْحِتَكُمْ) فيستأصلكم (بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) خسر من ادّعى مع الله تعالى إلها آخر.
(٦٢) (فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) فتشاوروا بينهم ، يعني : السّحرة (وَأَسَرُّوا النَّجْوى) تكلّموا فيما بينهم سرّا من فرعون ، فقالوا : إن غلبنا موسى اتّبعناه.
(٦٣) (قالُوا إِنْ) هذين (١)(لَساحِرانِ) يعنون : موسى وهارون عليهماالسلام (يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) من مصر ويغلبا عليها (بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) بجماعتكم الأشراف ، أي : يصرفا وجوههم إليهما.
__________________
(١) هذه قراءة أبي عمرو بن العلاء.