فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣) وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ
____________________________________
(٥٩) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) قفا بعد هؤلاء (خَلْفٌ) قوم سوء ، يعني : اليهود والنّصارى والمجوس (أَضاعُوا الصَّلاةَ) تركوا الصّلاة المفروضة (وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) اللّذات من شرب الخمر والزّنا (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) وهو واد في جهنم (١).
(٦٠) (إِلَّا مَنْ تابَ) من الشّرك (وَآمَنَ) وصدّق النّبيّين (وَعَمِلَ صالِحاً) أدّى الفرائض (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا.
(٦١) (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) بالمغيب عنهم ولم يروها (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) يؤتي ما وعده لا محالة ، تأتيه أنت كما يأتيك هو.
(٦٢) (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً) قبيحا من القول (إِلَّا) لكن (سَلاماً) قولا حسنا يسلمون منه ، والسّلام : اسم جامع للخير (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) على قدر ما يعرفون في الدّنيا من الغداء والعشاء.
(٦٣) (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ) نعطي وننزل (مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) يتّقي الله بطاعته واجتناب معاصيه.
(٦٤) (وَما نَتَنَزَّلُ) كان جبريل عليهالسلام قد احتبس عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أيّاما ، فلمّا نزل قال له : ألّا زرتنا (٢) ، فأنزل الله سبحانه : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ
__________________
(١) أخرجه ابن جرير ١٦ / ١٠٠ عن عبد الله بن مسعود ، والطبراني بأسانيد ، ورجال بعضها ثقات ، وفيه : أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، وهو لم يسمع من أبيه. انظر مجمع الزوائد ٧ / ٥٨.
(٢) الحديث أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٢٨ ؛ والنسائي في تفسيره ٢ / ٣٤ ؛ والترمذي في التفسير برقم ٣١٥٨.