مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ
____________________________________
مُزْدَجَرٌ) متناهى ومنتهى.
(٥) (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ) أي : ما أتاهم من أخبار من قبلهم حكمة بالغة تامّة ، ليس فيها نقصان ، أي : القرآن ، وذلك أنّ تلك الأخبار قصّت عليهم في القرآن (فَما تُغْنِ النُّذُرُ) جمع نذير ، أي : فليست تغني عن التّكذيب.
(٦) (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) ، وتمّ الكلام ، ثمّ قال : (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) منكر ، وهو النّار.
(٧) (خُشَّعاً) ذليلة (أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) القبور (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) كقوله : (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ)(١).
(٨) (مُهْطِعِينَ) مقبلين ناظرين (إِلَى الدَّاعِ) إلى من يدعوهم إلى المحشر (يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) شديد.
(٩) (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل أهل مكّة (قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا) نوحا (وَقالُوا : مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) زجر [ونهر](٢) ونهي عن دعوته ومقالته.
(١٠) (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ) مقهور (فَانْتَصِرْ) فانتقم لي منهم.
(١١) (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) سائل.
(١٢) (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) فتحناها بعيون الماء (فَالْتَقَى الْماءُ) ماء السّماء وماء
__________________
(١) سورة القارعة : الآية ٤.
(٢) زيادة من ظا.