وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٢٦) لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (٢٧) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٢٨)
____________________________________
اللهم (١) ، فقال الله تعالى : (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها) أي : المؤمنون ؛ لأنّ الله اختارهم للإيمان ، وكانوا أحقّ بكلمة التّقوى من غيرهم.
(٢٧) (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ ...) الآية. كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى في منامه قبل خروجه عام الحديبية كأنّه وأصحابه يدخلون مكّة محلّقين ومقصّرين غير خائفين ، فلمّا خرج عام الحديبية كانوا قد وطنوا أنفسهم على دخول مكّة لرؤيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلمّا صدّوا عن البيت راب بعضهم ذلك ، فأخبر الله تعالى أنّ تلك الرّؤيا صادقة ، وأنّهم يدخلونها إن شاء الله آمنين (٢). وقوله : (فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا) علم الله تعالى أنّ الصّلاح كان في ذاك الصّلح ، ولم تعلموا ذلك. (فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ) أي : من دون دخولكم المسجد (فَتْحاً قَرِيباً) وهو صلح الحديبية ، ولم يكن فتح في الإسلام كان أعظم من ذلك ؛ لأنّه دخل في الإسلام في تلك السّنين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر. وقيل : يعني : فتح خيبر.
(٢٨) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليجعل دين الحقّ ظاهرا على سائر الأديان عاليا عليها (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) أنّك مرسل بالحقّ ، ثمّ حقّق الله تلك الشّهادة وبيّنها ، فقال :
__________________
(١) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٣٨٥ ؛ والبخاري في الشروط ؛ فتح الباري ٥ / ٣٣١ ؛ ومسلم برقم ١٧٨٣.
(٢) الحديث أخرجه ابن جرير ٢٦ / ١٠٧ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسلا. وعبد الرحمن ضعيف.