هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى
____________________________________
(٢٥) (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعني : أهل مكّة (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) منعوكم من زيارة البيت (وَالْهَدْيَ) ومنعوا الهدي (مَعْكُوفاً) محبوسا (أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) منحره ، وكانت سبعين بدنة. (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) بمكّة (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ) أي : لو لا أن تطئوهم في القتال ؛ لأنّكم لم تعلموهم مؤمنين ، وهو قوله : (بِغَيْرِ عِلْمٍ). (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ) [كفّارة و](١) عار وعيب من الكافرين. يقولون : قتلوا أهل دينهم (لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ) دينه الإسلام (مَنْ يَشاءُ) من أهل مكّة قبل أن يدخلوها (لَوْ تَزَيَّلُوا) تميّز عنهم هؤلاء المؤمنون (لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) لأنزلنا بهم ما يكون عذابا لهم أليما بأيديكم.
(٢٦) (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ) حين صدّوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه عن البيت (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) أي : الوقار حين صالحوهم ، ولم تأخذهم من الحمية ما أخذهم فيلجّوا ويقاتلوا. (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) توحيد الله والإيمان به وبرسوله : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وقيل : يعني : بسم الله الرحمن الرحيم ، أبى المشركون أن يقبلوا هذا لمّا أراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يكتب كتاب الصّلح بينهم ، وقالوا : اكتب باسمك
__________________
(١) زيادة من ظ وظا.