شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١١) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (١٣) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٤) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ
____________________________________
يعرضوا له بحرب ، فتثاقلوا عنه وخافوا قريشا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى أنفسهم ، فأنزل الله تعالى : (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ) الذين خلّفهم الله عن صحبتك إذا انصرفت إليهم فعاتبتهم عن التّخلّف : (شَغَلَتْنا) عن الخروج معك (أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) أي : ليس لنا من يقوم فيها إذا خرجنا (فَاسْتَغْفِرْ لَنا) تركنا الخروج معك ، ثمّ كذّبهم الله تعالى في ذلك العذر ، فقال : (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ...) الآية.
(١٢) (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً) وذلك أنّهم قالوا : إنّ محمدا وأصحابه أكلة رأس [أي : قليلو العدد](١) ، وأنّهم لا يرجعون من هذا الوجه أبدا ، فقال الله تعالى : (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) هالكين عند الله تعالى بهذا الظّنّ.
(١٥) (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ) يعني : هؤلاء : (إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ) يعني : غنائم خيبر (ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ) إلى خيبر فنشهد معكم. (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) يغيّروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية ، وذلك أنّ الله تعالى حكم لهم بغنائم خيبر دون غيرهم. (قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا) إلى خيبر (كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ) [أي : من قبل](٢)
__________________
(١) زيادة من عا.
(٢) زيادة من ظا.