هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (٦) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ
____________________________________
(٤) (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) اليقين والطّمأنينة (لِيَزْدادُوا إِيماناً) بشرائع الدّين (مَعَ إِيمانِهِمْ) تصديقهم بالله وبرسوله. وقوله :
(٦) (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ) يظنّون أن لن ينصر الله محمّدا والمؤمنين (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) بالذّلّ والعذاب ، أي : عليهم يدور الهلاك والخزي.
(٨) (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) على أمّتك يوم القيامة (وَمُبَشِّراً) بالجنّة من عمل خيرا (وَنَذِيراً) منذرا بالنّار من عمل سوء.
(٩) (وَتُعَزِّرُوهُ) أي : تنصروه (وَتُوَقِّرُوهُ) وتعظّموه.
(١٠) (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) بالحديبية (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) أي : أخذك عليهم البيعة عقد الله عليهم. (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة. (فَمَنْ نَكَثَ) نقض البيعة (فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) فإنما يضرّ نفسه بذلك النّكث.
(١١) (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ ...) الآية. لمّا أراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسير إلى مكّة عام الحديبية استنفر من حول المدينة من الأعراب حذرا من قريش أن