فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧) لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨)
____________________________________
مرجعنا إليكم ، إنّ غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية دون غيرهم (فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا) أن نصيب معكم من الغنائم.
(١٦) (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ) إلى قتال قوم (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) وهم فارس والرّوم. وقيل : بنو حنيفة أصحاب اليمامة : (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) يعني : أو هم يسلمون [أصحاب مسيلمة الكذاب](١) فيترك قتالهم (فَإِنْ تُطِيعُوا) من دعاكم إلى قتالهم (يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ) عام الحديبية ، يعني : نافقتم وتركتم الجهاد (يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً). ثم ذكر أهل العذر في التّخلّف عن الجهاد فقال :
(١٧) (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ...) الآية. ثمّ ذكر خبر من أخلص نيّته فقال :
(١٨) (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) وكانوا ألفا وأربعمائة (إِذْ يُبايِعُونَكَ) بالحديبية على أن يناجزوا قريشا ولا يفرّوا (تَحْتَ الشَّجَرَةِ) يعني : سمرة كانت هنالك ، وهذه البيعة تسمّى بيعة الرّضوان. (فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) من الإخلاص والوفاء (فَأَنْزَلَ) الله (السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ) وهي الطّمأنينة وثلج الصدر بالنّصرة من الله تعالى لرسوله (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) أي : فتح خيبر.
__________________
(١) زيادة من عا وظا.