وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١٧)
____________________________________
وليّهم وناصرهم (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) لا وليّ لهم ينصرهم من الله.
(١٢) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ) في الدّنيا (وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) ليس لهم همّة إلّا بطونهم وفروجهم ، ثمّ يصيرون إلى النّار.
(١٣) (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) يعني : مكّة ، أخرجك أهلها (أَهْلَكْناهُمْ) بتكذيبهم الرّسل (فَلا ناصِرَ لَهُمْ).
(١٤) (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) وهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم والمؤمنون (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) وهم أبو جهل والكفّار.
(١٥) (مَثَلُ) صفة (الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) غير متغيّر الرّائحة (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) لذيذة.
(١٦) (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) يعني : المنافقين (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ) كانوا يستمعون خطبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم استهزاء وإعلاما أنّهم لم يلتفتوا إلى ما قال ، يقولون : (ما ذا قالَ آنِفاً) أي : الآن. وقوله :
(١٧) (وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) أي : ثواب تقواهم ، ويجوز أن يكون المعنى : وألهمهم تقواهم ووفّقهم لها.