فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (١٩) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣)
____________________________________
(١٨) (فَهَلْ يَنْظُرُونَ) ينتظرون (إِلَّا السَّاعَةَ) القيامة (أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) أي : هم في الحقيقة كذلك ؛ لأنّه ليس الأمر إلّا أن تقوم عليهم السّاعة بغتة (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) علاماتها من بعث محمد صلىاللهعليهوسلم وغيره (فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ) السّاعة (ذِكْراهُمْ) أي : فمن أين لهم أن يتذكّروا أو يتوبوا بعد مجيء السّاعة.
(١٩) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) أي : فاثبت على ذلك من علمك. (وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ) متصرّفكم في أعمالكم وأشغالكم. وقيل : متقلّبكم من الأصلاب إلى الأرحام. (وَمَثْواكُمْ) مرجعكم في الدّنيا والآخرة.
(٢٠) (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا) حرصا منهم على الوحي إذا استبطئوه : (لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ) غير منسوخة (وَذُكِرَ فِيهَا) فرض (الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي : المنافقين (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ) شزرا (نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) كنظر من وقع في سكرات الموت ، كراهة منهم للقتال. (فَأَوْلى لَهُمْ).
(٢١) (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أي : لو أطاعوا وقالوا لك قولا حسنا كان ذلك أولى.
(فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) أي : جدّ الأمر ولزم فرض القتال (فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ) في الإيمان والطّاعة (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ).
(٢٢) (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أي : لعلّكم إن أعرضتم عمّا جاء به محمد عليهالسلام أن تعودوا إلى أمر الجاهليّة ، فيقتل بعضكم بعضا ، وهو قوله : (أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) أي : بالبغي والظّلم والقتل.