وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢)
____________________________________
(١٧) (وَلَقَدْ فَتَنَّا) بلونا (قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ) على الله تعالى. يعني : موسى عليهالسلام.
(١٨) (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ) أي : سلّموهم إليّ ولا تعذّبوهم ، يعني : بني إسرائيل ، كما قال : (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ)(١)(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) على وحي الله عزوجل.
(١٩) (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) لا تعصوه ولا تخالفوا أمره (إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجّة واضحة تدلّ على أنّني نبيّ.
(٢٠) (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) أن تقتلون ، وذلك أنّهم توعّدوه بالقتل.
(٢١) (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) أي : لا تكونوا عليّ [ولا لي](٢) ، وخلّوا عني.
(٢٢) (فَدَعا رَبَّهُ أَنَ) أي : بأنّ (هؤُلاءِ) [أي : يا ربّ هؤلاء](٣)(قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) مشركون ، فقال الله تعالى :
__________________
ـ النبيّ صلىاللهعليهوسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف ، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام ، فجعل الرّجل ينظر إلى السماء ، فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد ، فأنزل الله عزوجل : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) قال فأتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقيل له : يا رسول الله ، استسق لمضر ؛ فإنها قد هلكت. قال : لمضر؟ إنّك لجريء ، فاستقى فسقوا ، فنزلت : (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) فلمّا أصابتهم الرّفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرّفاهية ، فأنزل الله عزوجل : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) ، قال : يعني : يوم بدر. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٥٧١ ؛ ومسلم في صفات المنافقين ، برقم ٢٧٩٨ ؛ والنسائي في التفسير ٢ / ٢٧٨ ؛ والترمذي في التفسير رقم ٣٢٥٤.
(١) سورة الأعراف : الآية ١٠٥.
(٢) و (٣) زيادة من ظا.