أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (١٣) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (١٤) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (١٥) وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧)
____________________________________
(١٠) (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) يعني : إنّ ذلك لله عزوجل فيصطفي من يشاء (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ) أي : إن ادّعوا شيئا من ذلك فليصعدوا فيما يوصلهم إلى السّماء ، وليأتوا منها بالوحي إلى من يختارون ، ثمّ وعد نبيّه النّصر فقال :
(١١) (جُنْدٌ ما هُنالِكَ) أي : هم جند هنالك (مَهْزُومٌ) مغلوب (مِنَ الْأَحْزابِ) كالقرون الماضية الذين قهروا وأهلكوا ، وهذا إخبار عن هزيمتهم ببدر ، ثمّ عزّى نبيّه عليهالسلام فقال :
(١٣) (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) ذو الملك الشّديد.
(١٤) (إِنْ كُلٌ) ما كلّ من هؤلاء (إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَ) فوجب (عِقابِ).
(١٥) (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ) أي : ما ينتظر هؤلاء كفار مكّة (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) وهي نفخة القيامة (ما لَها مِنْ فَواقٍ) رجوع ومردّ.
(١٦) (وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) كتابنا وصحيفة أعمالنا (قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) وذلك لمّا نزل قوله : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ)(١) ، (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ)(٢) سألوا ذلك ، فنزلت هذه الآية. وقوله :
(١٧) (داوُدَ ذَا الْأَيْدِ) أي : ذا القوّة في العبادة (إِنَّهُ أَوَّابٌ) رجّاع إلى الله سبحانه.
__________________
(١) سورة الحاقة : الآية ١٩.
(٢) سورة الحاقة : الآية ٢٣.