إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣)
____________________________________
(١٨) (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ) يجاوبنه بالتّسبيح (بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) يعني : الضّحى.
(١٩) (وَالطَّيْرَ) أي : وسخّرنا الطّير (مَحْشُورَةً) مجموعة (كُلٌّ لَهُ) لداود (أَوَّابٌ) مطيع يأتيه ويسبّح معه.
(٢٠) (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) بالحرس ، وكانوا ثلاثة وثلاثين ألف رجل يحرسون كلّ ليلة محرابه. (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ) الإصابة في الأمور (وَفَصْلَ الْخِطابِ) بيان الكلام ، والبصر في القضاء ، وهو الفصل بين الحقّ والباطل.
(٢١) (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) يعني : الملكين اللذين تصوّرا في صورة خصمين من بني آدم (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) علوا غرفة داود عليهالسلام.
(٢٢) (إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ) لأنّهما دخلا بغير إذن في غير وقت دخول الخصوم (قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ) أي : نحن خصمان (بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ) أي : ظلم بعضنا بعضا (فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ) ولا تجر (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ) إلى طريق الحقّ.
(٢٣) (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) يعني : امرأة (١)(وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) أي : امرأة (فَقالَ : أَكْفِلْنِيها) أي : انزل عنها واجعلني أنا أكفلها (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) غلبني في الاحتجاج لأنّه أقوى مني. وأقدر على النّطق ، وهذا القول
__________________
(١) الصحيح أنها نعجة حقيقية لظاهر اللفظ ، ولقوله بعدها : وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ.