إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)
____________________________________
النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : إني أدعوكم إلى كلمة التّوحيد لا إله إلّا الله (١) ، فقالوا : كيف يسع الخلق كلّهم إله واحد؟ (إِنَّ هذا) الذي يقوله (لَشَيْءٌ عُجابٌ) عجيب.
(٦) (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ) نهضوا من مجلسهم ذلك ، يقول بعضهم لبعض : (امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا) الذي يقوله محمّد (لَشَيْءٌ يُرادُ) أي : لأمر يراد بنا ، ومكر يمكر علينا.
(٧) (ما سَمِعْنا بِهذا) الذي يقوله (فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) فيما أدركنا عليه آباءنا (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) زور وكذب.
(٨) (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) كيف خصّ بالوحي من جملتنا؟ قالوا هذا حسدا له على النّبوّة. قال الله تعالى : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) أي : وحيي [أي : حين قالوا : اختلاق](٢)(بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) ولو ذاقوه لأيقنوا وصدّقوا.
(٩) (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) أي : مفاتيح النّبوّة حتى يعطوا النّبوّة من اختاروا.
__________________
(١) عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب ، فأتته قريش ، وأتاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعوده ، وعند رأسه مقعد رجل ، فجاء أبو جهل فقعد فيه ، ثمّ قال : ألا ترى إلى ابن أخيك يقع في آلهتنا ، فقال : ابن أخي ، ما لقومك يشكونك؟ قال : أريدهم على كلمة تدين لهم بها العرب ، وتؤدّي إليهم العجم الجزية ، فقال : وما هي؟ قال : لا إله إلّا الله ، فقالوا : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) فنزلت : (ص ...) فقرأ حتى بلغ (... عُجابٌ). أخرجه النسائي في تفسيره ٢ / ٢١٦ ؛ والترمذي في التفسير برقم ٣٢٣٠ ؛ والحاكم ٢ / ٤٣٢ ، وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي.
(٢) زيادة من ظ.