عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (٢٣) لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٢٤) وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (٢٥) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢٧)
____________________________________
النبيّ صلىاللهعليهوسلم (١)(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) فرغ من نذره واستشهد. يعني : الذين قتلوا بأحد (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) أن يقتل شهيدا (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) عهدهم ، ثمّ ذكر جزاء الفريقين فقال :
(٢٤) (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ...) الآية.
(٢٥) (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) قريشا والأحزاب (بِغَيْظِهِمْ) على ما فيهم من الغيظ (لَمْ يَنالُوا خَيْراً) لم يظفروا بالمسلمين (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بالرّيح والملائكة.
(٢٦) (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) الذين عاونوا الأحزاب من قريظة (مِنْ صَياصِيهِمْ) حصونهم ، وذلك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم حاصرهم ، واشتدّ ذلك عليهم حتى نزلوا على حكمه ، وذلك قوله تعالى : (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) يعني : الرّجال (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) يعني : النّساء والذّريّة. وقوله :
(٢٧) (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) يعني : خيبر ، ولم يكونوا نالوها ، فوعدهم الله تعالى إيّاها.
__________________
(١) عن أنس بن مالك قال : نرى هذه الآية نزلت في عمي أنس بن النضر. (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ). أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٥١٨ ؛ ومسلم في الإمارة برقم ١٩٠٣ ؛ والترمذي في التفسير برقم ٣١٩٨ ؛ والنسائي في تفسيره ٢ / ١٦٧ ذكره مطوّلا.