وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦) وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ
____________________________________
نكاحهنّ عليهم (وَأُولُوا الْأَرْحامِ) والأقارب (بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) في الميراث (فِي كِتابِ اللهِ) في حكمه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) وذلك أنّهم كانوا في ابتداء الإسلام يرثون بالإيمان والهجرة (إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) لكن إن يوصوا لهم بشيء من الثّلث فهو جائز (كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) كان هذا الحكم في اللّوح المحفوظ مكتوبا.
(٧) (وَإِذْ أَخَذْنا) واذكر إذ أخذنا (مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) على الوفاء بما حملوا ، وأن يصدّق بعضهم بعضا.
(٨) (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) المبلّغين من الرّسل عن تبليغهم ، وفي تلك المسألة تبكيت للكفّار (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) بالرّسل (عَذاباً أَلِيماً).
(٩) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) يعني : الأحزاب ، وهم قريش وغطفان وقريظة والنّضير ، حاصروا المسلمين أيّام الخندق (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً) [وهي الصّبا] كفأت قدورهم ، وقلعت فساطيطهم (وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) وهم الملائكة (وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ)(١) من حفر الخندق (بَصِيراً).
(١٠) (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ) من قبل المشرق ، يعني : قريظة والنّضير ، (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) قريش من ناحية مكّة (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) مالت وشخصت ، وتحيّرت
__________________
(١) قرأ «يعملون» بالياء أبو عمرو البصري.