وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥) النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ
____________________________________
وكان هذا من طلاق الجاهليّة ، فجعل الله في ذلك كفّارة (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ) من تبنّيتموه (أَبْناءَكُمْ) في الحقيقة كما تقولون (ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ) قول بالفم لا حقيقة له (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) وهو أنّ غير الابن لا يكون ابنا (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) أي : السّبيل المستقيم.
(٥) (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) أي : انسبوهم إلى الذين ولدوهم (١)(هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) أعدل عند الله (فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ) من هم (فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ) أي : فهم إخوانكم في الدّين (وَمَوالِيكُمْ) وبنو عمّكم. وقيل : أولياؤكم في الدّين (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) وهو أن يقول لغير ابنه : يا بنيّ من غير تعمّد أن يجريه مجرى الولد في الميراث ، وهو قوله : (وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) يعني : ولكنّ الجناح في الذي تعمّدت قلوبكم.
(٦) (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) إذا دعاهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى شيء ، ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبيّ صلىاللهعليهوسلم أولى (٢). (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) في حرمة
__________________
(١) عن عبد الله بن عمر قال : إنّ زيد بن حارثة مولى رسول صلىاللهعليهوسلم ما كنّا ندعوه إلّا زيد ابن محمد ، حتى نزل القرآن : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ). أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٥١٧ ؛ ومسلم في فضائل الصحابة برقم ٢٤٢٥ ؛ والترمذي برقم ٣٢٠٧ في التفسير ؛ والنسائي في تفسيره ٢ / ١٦١ ، والنحاس في ناسخه ص ٢٤٤.
(٢) عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ما من مؤمن إلّا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة ، اقرءوا إن شئتم : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ، فأيّما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ، فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني ، فأنا مولاه. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٥١٧ ؛ ومسلم في الفرائض برقم ١٦١٩.