قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (١٧) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١)
____________________________________
(١٧) (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ) بالمغفرة (فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) لن أعين بعدها على خطيئة.
(١٨) (فَأَصْبَحَ فِي) تلك (الْمَدِينَةِ خائِفاً) من قتله القبطيّ (يَتَرَقَّبُ) ينتظر الأخبار (فَإِذَا) الإسرائيليّ (الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ) يستغيثه. (قالَ لَهُ مُوسى : إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) ظاهر الغواية ، قد قتلت بك بالأمس رجلا ، وتدعوني إلى آخر ، وأقبل إليهما ، [(فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما) أي : بالقبطيّ](١) ، فظنّ الذي من شيعته أنّه يريده ، فقال :
(١٩) (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ) تقتل ظلما ، فلمّا قال الإسرائيلي هذا علم القبطيّ أنّه قاتل القبطيّ بالأمس ، فأتى فرعون فأخبره بذلك ، فأمر فرعون بقتل موسى ، فأتاه رجل فأخبره بذلك ، وهو قوله :
(٢٠) (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى) وهو مؤمن آل فرعون (قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ) يأمر بعضهم بعضا ويتشاورون (لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ) من هذه المدينة (إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ).
(٢١) (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ) ينتظر الطّلب (قالَ : رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) قوم فرعون.
__________________
(١) زيادة من ظا.