وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (٢١) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (٢٣) أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (٢٤) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦)
____________________________________
الجزء التاسع عشر :
(٢١) (وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) لا يخافون البعث : (لَوْ لا) هلّا (أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) فتخبرنا أنّ محمدا صادق (أَوْ نَرى رَبَّنا) فيخبرنا بذلك (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) حين طلبوا من الآيات ما لم يطلبه أمّة (وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً) وغلوا في كفرهم أشدّ الغلوّ.
(٢٢) (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ) يعني : إنّ ذلك اليوم الذي يرون فيه الملائكة هو يوم القيامة ، وإنّ الله سبحانه حرمهم البشرى في ذلك اليوم ، وتقول لهم الملائكة : (حِجْراً مَحْجُوراً) أي : حراما محرّما عليهم البشرى.
(٢٣) (وَقَدِمْنا) وقصدنا (إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) ممّا كانوا يقصدون به التقرّب إلى الله سبحانه (فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) باطلا لا ثواب له ؛ لأنّهم عملوه للشّيطان ، والهباء : دقاق التّراب ، والمنثور : المتفرّق.
(٢٤) (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) موضع قرار (وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) موضع قيلولة.
(٢٥) (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) عن الغمام ، وهو السّحاب الأبيض الرّقيق (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) لإكرام المؤمنين.
(٢٦) (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) أي : الملك الذي هو الملك حقّا ملك الرّحمن يومئذ.