وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩) وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (٣٠) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (٣١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (٣٢)
____________________________________
(٢٧) (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ) الكافر ، يعني : عقبة بن أبي معيط (١) كان قد آمن ثمّ ارتدّ لرضى أبيّ بن خلف (عَلى يَدَيْهِ) ندما وتحسّرا (يَقُولُ : يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) طريقا إلى الجنة بالإسلام.
(٢٨) (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً) يعني : أبيّا (خَلِيلاً).
(٢٩) (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) القرآن (بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) عند البلاء. يعني : إنّ قبوله قول أبيّ بن خلف في الكفر كان من عمل الشيطان.
(٣٠) (وَقالَ الرَّسُولُ) في ذلك اليوم : يا (رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) متروكا أعرضوا عنه.
(٣١) (وَكَذلِكَ) وكما جعلنا لك أعداء من المشركين (جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً) يهديك وينصرك ، فلا تبال بمن يعاديك.
(٣٢) (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) أي : لم نزل عليه متفرّقا؟ وهلّا كان دفعة واحدة كالتّوراة والإنجيل؟ قال الله تعالى : (كَذلِكَ) فرّقنا تنزيله (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ) لنقوّي به قلبك ، وذلك أنّه كلّما نزل عليه وحي جديد ازداد هو قوّة قلب (وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) بيّناه تبيينا في تثبّت ومهلة.
__________________
(١) عن ابن عباس في الآية قال : الظالم عقبة بن أبي معيط ، يقول : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) يعني : أمية بن خلف ، وقيل : أبي. أخرجه الطبري ١٩ / ٨ وفيه عطاء الخراساني ، وهو صدوق يهم كثيرا ، وابن جريج ثقة لكنه يدلس ويرسل.