تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (١٠) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (١٢) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (١٣) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (١٤) قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (١٥) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
____________________________________
(١٠) (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ) الذي قالوه من إلقاء الكنز ، وجعل الجنّة ، ثمّ بيّن ذلك فقال : (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يعني : في الدّنيا ؛ لأنّه قد شاء أن يعطيه ذلك في الآخرة. وقوله :
(١١) (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً) أي : صوتا بغيظ ، وهو التّغضّب (وَزَفِيراً) صوتا شديدا.
(١٣) (وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً) وذلك أنّهم يدفعون في النّار كما يدفع الوتد في الحائط (مُقَرَّنِينَ) مقرونين مع الشّياطين (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) ويلا وهلاكا ، فيقال لهم :
(١٤) (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً).
(١٥) (قُلْ أَذلِكَ) الذي ذكرت من موضع أهل النّار ومصيرهم (خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ...) الآية. وقوله :
(١٦) (وَعْداً مَسْؤُلاً) لأنّ الملائكة سألت ذلك لهم في قوله تعالى : (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)(١).
(١٧) (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الأصنام ، والملائكة ، والمسيح ، وعزيرا
__________________
(١) سورة غافر : الآية ٨.