وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (٤) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٦) وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٩)
____________________________________
(وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) يعنون : اليهود (فَقَدْ جاؤُ) بهذا القول (ظُلْماً وَزُوراً) كذبا.
(٥) (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي : هو ما سطره الأوّلون (اكْتَتَبَها) كتبها (فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) يعنون أنّه يختلف إلى من يعلّمه بالغداة والعشيّ.
(٦) (قُلْ) يا محمد لهم : (أَنْزَلَهُ) أنزل القرآن (الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يعلم بواطن الأمور ، فقد أنزله على ما يقتضيه علمه.
(٧) (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ) يعنون محمدا عليهالسلام (يَأْكُلُ الطَّعامَ) أنكروا أن يكون الرّسول بصفة البشر (وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) طلبا للمعاش ، يعنون أنّه ليس بملك ولا ملك (لَوْ لا) هلّا (أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) يصدّقه (فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) داعيا إلى الله يشاركه في النّبوّة.
(٨) (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ) يستغني به عن طلب المعاش (وَقالَ الظَّالِمُونَ) المشركون : (إِنْ تَتَّبِعُونَ) ما تتبعون (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) مخدوعا.
(٩) (انْظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) إذ مثّلوك بالمسحور والفقير الذي لا يصلح أن يكون رسولا ، والناقص عن القيام بالأمور إذ طلبوا أن يكون معك ملك (فَضَلُّوا) بهذا القول عن الدّين والإيمان (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إلى الهدى ومخرجا من ضلالتهم.