وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ
____________________________________
(٢٢) (وَلا يَأْتَلِ) ولا يحلف (أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) يعني أبا بكر الصديق (١) رضي الله عنه (أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ) يعني : مسطحا ، وكان مسكينا مهاجرا وكان ابن خالة أبي بكر ، وكان قد حلف أن لا ينفق عليه ولا يؤتيه شيئا. (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا) عنهم لخوضهم في حديث عائشة (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) فلمّا نزلت هذه الآية قال أبو بكر الصديق : بلى ، أنا أحبّ أن يغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح بنفقته التي كان ينفق عليه.
(٢٣) (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ) عن الفواحش ، كغفلة عائشة رضي الله عنها عمّا قذفت به (لُعِنُوا) عذّبوا (فِي الدُّنْيا) بالجلد (وَ) في (الْآخِرَةِ) بالنّار.
(٢٤) (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ). وقوله :
(٢٥) (يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) أي : جزاءهم الواجب (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) لأنّه قد بيّن لهم حقيقة ما كان يعدهم به في الدّنيا.
(٢٦) (الْخَبِيثاتُ) من القول. وقيل : من النّساء (لِلْخَبِيثِينَ) من الرّجال (وَالْخَبِيثُونَ) من النّاس (لِلْخَبِيثاتِ) من القول. وقيل : من النّساء. (وَالطَّيِّباتُ) من القول.
__________________
(١) حديث أبي بكر ونفقته على مسطح. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٥٥ ؛ ومسلم في التوبة برقم ٢٧٧٠ ؛ والترمذي في التفسير برقم ٣١٧٩ ؛ والنسائي في الطهارة ، باب بدء التيمم ١ / ١٦٣.