وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤)
____________________________________
(١٠) (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) جواب «لو لا» محذوف ، على تقدير : لفضحكم بارتكاب الفاحشة ، ولعاجلكم بالعقوبة ، ولكنّه (تَوَّابٌ) يقبل التّوبة ، ويرحم من رجع عن السّيئة [(حَكِيمٌ) فيما فرض من الحدود](١).
(١١) (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) بالكذب على عائشة رضوان الله عليها وصفوان (عُصْبَةٌ) جماعة (مِنْكُمْ) يعني : حسّان بن ثابت ، ومسطحا ، وعبد الله ابن أبيّ المنافق ، وحمنة بنت جحش (لا تَحْسَبُوهُ) لا تحسبوا ذلك الإفك (شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) لأنّ الله تعالى يأجركم على ذلك ، ويظهر براءتكم (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) جزاء ما اجترح من الذّنب (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) تحمّل معظمه فبدأ بالخوض فيه ، وهو عبد الله ابن أبيّ (٢).
(١٢) (لَوْ لا) هلّا (إِذْ سَمِعْتُمُوهُ) يعني : الإفك (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ) رجع من الخطاب إلى الخبر ، والمعنى : ظننتم أيّها المؤمنون بالذين هم كأنفسهم (خَيْراً) والمؤمنون كلّهم كالنّفس الواحدة ، وقلتم : (هذا إِفْكٌ مُبِينٌ) كذب ظاهر.
(١٤) (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ) لأصابكم (فِيما أَفَضْتُمْ) خضتم (فِيهِ) من الإفك (عَذابٌ عَظِيمٌ).
__________________
(١) زيادة من ظا وظ.
(٢) وهذا قول عائشة. أخرجه البخاري في التفسير ، فتح الباري ٨ / ٤٥١.