وَإِنَّ
يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا
فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١) وَما أَرْسَلْنا
مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى
الشَّيْطانُ
____________________________________
وإهلاكهم ، ثمّ ذكر أنّ لهم مع عذاب الدّنيا في الآخرة عذابا طويلا ، وهو
قوله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً
عِنْدَ رَبِّكَ) أي : من أيّام عذابهم (كَأَلْفِ سَنَةٍ
مِمَّا تَعُدُّونَ) وذلك أن يوما من أيّام الآخرة كألف سنة في الدّنيا ،
ثمّ ذكر سبحانه أنّه قد أخذ قوما بعد الإمهال فقال :
(٤٨) (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ
لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ).
(٥١) (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) عملوا في إبطالها (مُعاجِزِينَ) مقدّرين أنّهم يعجزوننا ويفوتوننا.
(٥٢) (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ) وهو الذي يأتيه جبريل عليهالسلام بالوحي عيانا (وَلا نَبِيٍ) وهو الذي تكون نبوّته إلهاما ومناما (إِلَّا إِذا تَمَنَّى) قرأ (أَلْقَى الشَّيْطانُ) في قراءته ما ليس ممّا يقرأ ، يعني : ما جرى على لسان
النبيّ صلىاللهعليهوسلم حين قرأ سورة «والنجم» في مجلس من قريش ، فلما بلغ قوله
تعالى : (وَمَناةَ
الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) جرى على لسانه : تلك الغرانيق العلى ، وإنّ شفاعتهنّ
لترتجى ثمّ نبّهه جبريل عليهالسلام على ذلك ، فرجع وأخبرهم أنّ ذلك كان من جهة الشّيطان ،
__________________