كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧) إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ
____________________________________
به وجه الله تعالى. (لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) إلى معالم دينه (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) الموحّدين.
(٣٨) إن الله يدفع (١) غائلة المشركين عن المؤمنين (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ) في أمانته (كَفُورٍ) لنعمته ، وهم الذين تقرّبوا إلى الأصنام بذبائحهم.
(٣٩) (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) يعني : المؤمنين ، وهذه أوّل آية نزلت في الجهاد. والمعنى : أذن لهم أن يقاتلوا (بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) بظلم الكافرين إيّاهم (وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) وعد من الله تعالى بالنّصر.
(٤٠) (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ) يعني : المهاجرين (إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) أي : لم يخرجوا إلّا بأن وحّدوا الله تعالى (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) لو لا أن دفع الله بعض النّاس ببعض (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ) في زمان عيسى عليهالسلام (وَصَلَواتٌ) في أيّام شريعة موسى عليهالسلام ، يعني : كنائسهم وهي بالعبرانيّة صلوتا (وَمَساجِدُ) في أيام شريعة محمّد صلىاللهعليهوسلم (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) يعني : من نصر دين الله نصره الله على ذلك (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌ) على خلقه (عَزِيزٌ) منيع في سلطانه.
(٤١) (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) يعني : هذه الأمّة إذا فتح الله عليهم الأرض
__________________
(١) قرأ «يدفع» ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، وقرأ الباقون «يدافع». الإتحاف ص ٣١٥.