الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤) مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (١٥) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (١٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨)
____________________________________
الْمَوْلى) الناصر (وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) الصّاحب والخليط.
(١٥) (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) لن ينصر الله محمّدا صلىاللهعليهوسلم حتى يظهره على الدّين كلّه فليمت غيظا ، وهو تفسير قوله : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) أي : فليشدد حبلا في سقفه (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) أي : ليمدّ الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقا (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) غيظه ، وقوله :
(١٧) (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي : يحكم ويقضي ، بأن يدخل المؤمنين الجنّة ، وغيرهم من هؤلاء الفرق النّار. (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) يريد : إنّ الله عالم بما في قلوبهم.
(١٨) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ) يذلّ له ، وينقاد له (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) وذلك أنّ كلّ شيء منقاد لله عزوجل على ما خلقه ، وعلى ما رزقه ، وعلى ما أصحّه وعلى ما أسقمه ، فالبرّ والفاجر ، والمؤمن والكافر في هذا سواء (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ) يذلّه بالكفر (فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) أحد يكرمه (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) يهين من يشاء بالكفر ، ويكرم من يشاء بالإيمان.