هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤)
____________________________________
(١٩) (هذانِ خَصْمانِ) يعني : المؤمنين والكافرين (١)(اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في دينه (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) يلبسون مقطّعات النّيران (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) ماء حارّ ، لو سقطت منه نقط على جبال الدّنيا أذابتها.
(٢٠) (يُصْهَرُ) يذاب (بِهِ) بذلك الماء (ما فِي بُطُونِهِمْ) من الأمعاء (وَالْجُلُودُ) وتنشوي جلودهم فتساقط.
(٢١) (وَلَهُمْ مَقامِعُ) سياط (مِنْ حَدِيدٍ).
(٢٢) (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) من جهنّم (مِنْ غَمٍ) يصيبهم (أُعِيدُوا فِيها) ردّوا إليها بالمقامع ، (وَ) تقول لهم الخزنة : (ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) النّار ، وقال في الخصم الذين هم المؤمنون :
(٢٣) (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ ...) الآية ، وهي مفسّرة في سورة الكهف (٢).
(٢٤) (وَهُدُوا) أرشدوا في الدّنيا (إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) وهو شهادة أن لا إله إلا الله (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) دين الله المحمود في أفعاله.
__________________
(١) عن أبي ذرّ رضي الله عنه أنّه كان يقسم فيها قسما : إنّ هذه الآية (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في حمزة وصاحبيه ، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٤٣.
(٢) انظر ص ٦٦٠.