وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨) وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١)
____________________________________
(٥) (لَكُمْ فِيها دِفْءٌ) يعني : ما تستدفئون به من الأكسية والأبنية من أشعارها وأصوافها وأوبارها (وَمَنافِعُ) من النّسل والدّرّ والرّكوب.
(٦) (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ) زينة (حِينَ تُرِيحُونَ) تردّونها إلى مراحها بالعشايا (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) تخرجونها إلى المرعى بالغداة.
(٧) (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) أمتعتكم (إِلى بَلَدٍ) لو تكلّفتم بلوغه على غير الإبل لشقّ عليكم ، والشّقّ : المشقّة (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) حيث منّ عليكم بهذه المرافق. وقوله :
(٨) (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) لم يسمّه ، فالله أعلم به.
(٩) (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) أي : الإسلام والطّريق المستقيم يؤدّي إلى رضا الله تعالى ، كقوله : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ)(١). (وَمِنْها) ومن السّبيل (جائِرٌ) عادل مائل كاليهوديّة والنّصرانية (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ) أرشدكم (أَجْمَعِينَ) حتى لا تختلفوا في الدّين ، وقوله :
(١٠) (وَمِنْهُ شَجَرٌ) يعني : ما ينبت بالمطر ، وكلّ ما ينبت على الأرض فهو شجر (فِيهِ تُسِيمُونَ) ترعون مواشيكم. وقوله :
__________________
(١) سورة الحجر : الآية ٤١.