سورة النّحل
[مكيّة وهي مائة وعشرون وثمان آيات]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤)
____________________________________
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(١) (أَتى أَمْرُ اللهِ) أي : عذابه لمن أقام على الشّرك ، أي : قد قرب ذلك (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) فإنّه نازل بكم لا محالة (سُبْحانَهُ) براءة له من السّوء (وَتَعالى) ارتفع بصفاته (عَمَّا يُشْرِكُونَ) عن إشراكهم.
(٢) (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) يعني : جبريل عليهالسلام وحده (بِالرُّوحِ) بالوحي (مِنْ أَمْرِهِ) والوحي من أمر الله سبحانه (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) يريد : النّبيّين الذين يختصّهم بالرّسالة (أَنْ أَنْذِرُوا) بدل من الرّوح ، أي : أعلموا أهل الكفر (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) مع تخويفهم إن لم يقرّوا (فَاتَّقُونِ) بالتّوحيد والطّاعة ، ثمّ ذكر ما يدلّ على توحيده ، فقال :
(٣) (خَلَقَ السَّماواتِ ...) الآية.
(٤) (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) يعني : أبيّ بن خلف (فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ) مخاصم (مُبِينٌ) ظاهر الخصومة ، وذلك أنّه خاصم النبيّ صلىاللهعليهوسلم في إنكاره البعث. وقوله :